Translate

الأحد، 1 يوليو 2012

أنصار الفيدرالية في ليبيا يخربون أحد مقرات المفوضية العليا للانتخابات في بنغازي

اقتحم متظاهرون من أنصار الفدرالية في ليبيا أحد مقرات المفوضية العليا للانتخابات في بنغازي بشرق البلاد يوم 1 يوليو/تموز احتجاجا على كيفية توزيع مقاعد الجمعية التأسيسية التي من المقرر أن ينتخب أعضاؤها الأسبوع المقبل.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المقر جمال بوكرين قوله: "إن عشرات من المتظاهرين اقتحموا مقر المفوضية جنوب بنغازي وأتلفوا عددا من أجهزة الحاسوب الخاصة بالمفوضية، بالإضافة إلى تمزيقهم العديد من الأوراق الخاصة بالانتخابات".

وأفادت الوكالة أن المهاجمين لم يعتدوا على العاملين في المقر، لكنهم خربوا محتوياته بالكامل. وعند عملية التخريب كانوا يهتفون مطالبين بـ"توزيع عادل" لمقاعد الجمعية التأسيسية بحسب المناطق.
وطالب المتظاهرون بإقامة منطقة حكم ذاتي في شرق البلاد وبأن يكون عدد المقاعد في هذه المنطقة مساويا لعدد مقاعد المناطق الغربية.
وقال عبد الجواد البدين، أحد المنادين بتطبيق الاتحاد الفيدرالي في ليبيا إن ما حصل "يعكس حالة الاحتقان التي وصل إليها سكان إقليم برقة من خلال تجاهل السلطات مطالب الشعب بتسوية مقاعد المؤتمر الوطني العام"، في إشارة إلى الجمعية التأسيسية.
وأضاف من أمام مقر المفوضية في تصريح لـ"فرانس برس": "نؤكد على مطلبنا بتسوية المقاعد وسنصعد من مطالبنا لأعلى مستوى، وقد شرعنا في حملة لاستلام بطاقات الانتخابات من المطالبين بتسوية المقاعد لمقاطعة هذه الانتخابات".

التعليق
في الوقت الذي ينتظر فيه الليبيّون موعد الإنتخابات بكل حماس وبالكثير من الترقّب، نجد وللأسف من بيننا من يقف في وجه رغبة الليبيّين بهدف تخريب هذه الإنتخابات وتسفيه رغباتهم لغاية في نفس من يسعى إلى توقيف قاطرة التغيير.
أزلام الطاغية المقبور القذّافي هم وحدهم من شكّك ومازال يشكّك في مقدرة الليبيّين على بناء دولة ديموقراطيّة لأنّهم يحاولون إيهام الليبيّين على أنّهم بدون "المعلّم" و "المنظّر" و "المفكّر" لا يستطيعون التفكير أو إدارة شئون الدولة.
الذي يفعله هؤلاء المشاغبون في بنغازي وما جاورها وحتى الوادي الأحمر إنّما هو يصب بالكامل في مخطّط ومؤامرات أزلام القذّافي الذين لا يريدون خيراً لليبيا.
لقد قامت المفوضيّة العليا للإنتخابات بشرح الطريقة التي تمت بها عمليّة توزيع مقاعد المؤتمر الوطني، وقام المجلس الإنتقالي بدوره بشرح الطريقة وبإفاضة، وتم إيضاح كل النقاط العالقة لكل الليبيّين.
دعاة الفيدراليّة (دعاة التقسيم) هم وحدهم من لم يقدر أن يفهم لأنّهم وبكل بساطة لا يريدون أن يفهموا فهم يريدون تقسيم ليبيا... وهذه يجب أن تكون مفهومة لكل الليبيّين.
الذين يتربّعون على رأس المطالبين بالفيدراليّة والذين يقودونهم هم مجموعة من الإنفصاليّين أغلبهم مضى أغلب عمره في الولايات المتحدة الأمريكيّة ( من أمثال السيّد محمّد بويصير، والدكتور جاب الله موسى، والدكتور أبوبكر مصطفى بعيرة، وغيرهم) وحين عادوا إلى ليبيا بعد التحرير كان في خيالهم حلماً واحداً وهم "الحصول على مراكز قياديّة في الدولة الليبيّة الجديدة". حين خاب أملهم في تحقيق ما كانوا يحلمون به قرّروا الوقوف في وجه كل مساعي المجلس الإنتقالي للإنتقال بليبيا من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة والهدف الوحيد في تفكيرهم هو "تعطيل مسيرة التغيير ومنع حدوث الإنتخابات" حتى تتجدّد آمالهم في الحصول على مراكز قياديّة يحلمون بها وتلك هي فرصتهم الوحيدة لرد إعتبارهم كما يتصوّرون لأنّهم الآن أصبحوا مكشوفين أمام كل الليبيّين. إذا قامت الإنتخابات ونجحت كما هو مرسوماً لها فإن أعضاء المؤتمر الوطني سوف يمثّلون كل الشعب الليبي قانونيّاً، ويكون حينها بوسعهم القبض على أولئك المشاغبين وتقديمهم للمحاكمة بتهمة مخالفة قوانين الدولة والخروج على السيادة الوطنيّة وتلك سوف تكون عقوبتها وخيمة بالنسبة لهؤلاء المارقين.
هناك أيضاً السيّد الزبير السنوسي الذي كان يطمح في أن يكون وليّاً للعهد منذ عام 1951 لكنّه وبسبب ضلوعه (إبنه على ما أظن قام بقتل الشلحي) مع أخته فاطمة زوجة الملك السابق في إغتيال ياور الملك "عبد العزيز الشلحي" حيث كان الإثنين يخشون أن يعطي الملك ولاية العهد له حيث كان الملك يتبنّاه كإبن له لأن الملك إدريس لم يكن له أطفال. فقد الزبير السنوسي الأمل في ولاية العهد عام 1953 حين قرّر الملك سجنه عقاباً له على المشاركة في جريمة الإغتيال تلك، وظل في السجن حتى قام الطاغية القذّافي بالإفراج عنه بعيد الإنقلاب العسكري؛ لكن السيّد الزبير السنوسي لم يتمكّن من البقاء خارج السجن طويلاً فعاد إلى إثارة القلاقل من جديد الأمر الذي دفع بالطاغية القذّافي لسجنه من جديد.
العجوز الزبير السنوسي وجد الآن فرصته التي ظنّ بأنّها "ثمينة" ليحقّق حلمه الذي لم يمت أبداً بأن يكون ملكاً ولو على برقة وحدها أو على جزء صغير منها في وجود ضعف للمجلس الإنتقالي وضعف في الحكومة، وغياب للجيش والشرطة.
المطبّل الآخر للفيدراليّة هو السيّد "عبد الجوّاد البدين" الذي كان مستشاراً – أو كما كان يظن – للسيّد مصطفى عبد الجليل لكنّه سرعان ما قدّم إستقالته بحجة أن المجلس الإنتقالي يمثّل "أزلام النظام السابق" وما إن إستقال حتى أعلن عن تأسيس مجلس برقة الفيدرالي في أقل من 24 ساعة. ذلك هو عبد الجوّاد البدين الذي يتزعّم الآن حركة التمرّد في شرق ليبيا، والذي يقوم بتغصيب الناس في الجهات الشرقيّة على تسليم بطاقات التسجيل للإنتخابات الليبيّة بعد أن كانوا قد سجّلوا برغباتهم وتحصّلوا على بطاقات من أجل الإدلاء بها في إنتخابات المؤتمر الوطني. أولئك هم وللأسف من يدعون إلى الفيدراليّة ويسعون إلى إبطال الإنتخابات من أجل إعلان "إمارة برقة" التي سوف تتحوّل إلى مملكة يتزعّمها الزبير السنوسي كملك متوّج فيحقّق بذلك حلمه الذي عاش معه لأكثر من 60 سنة.
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق