Translate

الاثنين، 24 نوفمبر 2014

دورة الحياة


من حكم الله ومن حسن تدبّره للأمور أن جعل حياتنا ديناميّة(حركيّة) في حركة دائبة ودوران مستمر حتى نحسّ نحن كبشر بحركتها ونعرف بأنّ العام من حولنا يتحرّك... يدور... يتدارك.... يتسابق... ويتناوب.
عندما إستيقظت في هذا الصباح وجدت الكثير من التغبيش حول زجاج السيّارة (Frost) وبحثت عن ترجمة لهذه الكلمة فلم أجدها، بل وجدت الكثير من الترجمات أحسست بأنّها كلّها غير سليمة ربّما لأن هذه الظاهرة ليست كثيرة في عالمنا العربي، فلم يصفها العرب عبر تاريخهم.
المهم، أنّني تضايقت في البدء حيث أن ذلك سوف يؤخّر نقلي الأطفال إلى المدرسة لبضعة دقائق والوقت هنا هو بالفعل من ذهب. 
بعد قليل من التفكير قلت في نفسي، وما هي إلا بضعة دقائق وتكون السيّارة جاهزة للإستعمال، وبالفعل ذلك ما كان.
وأنا في طريقي نحو مدرستهم، بدأت أفكّر في هذا العالم المحيط بنا، والتفكير في العالم لابد وأن يمر من نافذة التدبّر، وتلك قطعاً بالنسبة للمسلم الذي يفهم لماذا هو يؤمن بالله لابدّ وأن تعود إلى الخالق..... { وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ}. توقّفت عند "يتفكّرون" ورأيت فيها سرداً (مثالاً) لإستخدام ملكة التفكير"يتفكّرون". يتفكّرون في خلق السماوات والأرض... بعد التفكّر يأتي التدبّر، وبعد التدبّر يأتي البرهان وبعد البرهان يأتي اليقين.... ربّنا ما خلقت هذا باطلاً... ذلك هو اليقين، وتأكيداً له جاءت كلمة "سبحانك".
من مثل ذلك تأتي قوّة إيماني، ومن مثل ذلك أستلهم يقيني وإعتزازي بما أؤمن.
تجوّل بي خيالي في عالم الخلق، وهنا بدأت الأفكار تتوارد والمفاهيم تترسّخ، وجدّد الإيمان قوّته في قلبي وتجذّره في يقيني. تذكّرت بعض من كلام الله فوجدت فيه الكثير ممّا يدعو إلى التفكير والتدبّر والتصوّر والإستنتاج. قال الله تعالى في كتابه العزيز: { لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}... هنا في هذه الآية نجد ملخّص لهذا الكون الذي نعيش فيه وتتراءى لنا أية من أيات الإعجاز وهي كثيرة. لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر... أليس في ذلك إيحاء وتبيان على أن القمر هي التي تدور وبأن الشمس هي من تحاول اللحاق بالقمر... فهل الشمس هي ثابتة بالفعل كما تحدّثنا علومنا التي توصّلنا إليها؟. 
قد تكون الشمس ثابتة في مجرتنا، لكنّها ربما تكون متحرّكة ضمنالمجرات الأخرى وهي كما ذكرت في القرآن سبع مجّرات كل منها بسماء وشمس: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}، مع أن العلم يحدّثنا عن وجود بلايين منها.
تقول آخر الإحصاءات في هذا المجال بأن المجرّات في هذا العالم الذي نعيش فيه قد يصل عددها إلى ما بين 100 - 200 مليار مجرّة، وكل واحدة تتواجد بها مليارات من النجوم. ويذكر أن محاكي الكمبيوتر العملاق الألماني كان قد قدّر حديثاً بأنّ عدد المجرّات في الكون قد يتجاوز ال 500 مليار مجرّة، ويتوقّع بأنّ كل نجمة تسبح في "درب التبّانة" Milky way قد تمثّل مجرّة في حد ذاتها.  
فسبحانك ربنا أمنت بوجوك وأيقنت بقدرتك وأعترفت بعظمتك.
أقول هذا الكلام لمن يسيئون في كل دقيقة إلى دين الله وينفّرون الناس من دين الإسلام، فعسى العاقل منهم أن يفيق من سباته وأن يتجرّد من غبائه ويبحث عن ذاته الحقيقيّة في هذا العالم الذي لا يغيث الأغبياء ولا يستحملهم، وسوف لن يسكت على عبثهم بالقيم الإنسانيّة التي أوجدها الله مع هذا الكائن الذي إصطفاه لأن يكون من خيار خلقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق