Translate

السبت، 24 يناير 2015

مقابلة مهمة للفاينينشال تايمز مع السيد ليون

 عن صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية بتاريخ 20 يناير 2015
  اجرى المقابلة بورزو، وترجمها مشكوراً الأستاذ: سامي الشامس

"قوات حفظ السلام ضرورية جدا لضمان الاستقرار في ليبيا" يقول المبعوث الخاص للامم المتحدة
قال المبعوث الخاص للامم المتحدة الى ليبيا انه سوف تكون هناك حاجة إلى قوات حفظ سلام دولية في الدولة المصدرة للنفط في شمال افريقيا للحفاظ على تلاقي تماسكها معا حتى لو ان المحادثات الجارية حاليا لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد اثبتث نجاحها.
برناردينو ليون، الدبلوماسي الاسباني الذي يسعى جاهدا للحفاظ على تماسك الحوار الهش الذي بدأ الاسبوع الماضي بين الأطراف المتحاربة في البلاد، قال انه كان قد تشاور بالفعل مع اللاعبين الدوليين عن الحاجة إلى مراقبين مدنيين وعسكريين ليتمم نشرهم في ليبيا وعلى حدودها فيما إذا وعندما يتم الاتفاق على اتفاق سلام.

وأضاف "في هذا الحوار هدفنا الرئيسي هو معالجة مسألة حكومة الوحدة والثانية من ذلك كله هو ايجاد الاستقرار، والتي سوف يتطلب وقف إطلاق النار والسيطرة على الأسلحة" وقال لصحيفة فاينانشال تايمز هذا الأسبوع في أول مقابلة له موسعة ومعدة للطباعة منذ توليه منصب المبعوث الخاص في سبتمبر/أيلول الماضي.

"ولذا فإن الأمم المتحدة سوف تحتاج إلى مراقبين على جميع الموانئ والمطارات وجميع مداخل البلاد. وسوف نطلب جدولا زمنيا من كل الميليشيات على مغادرة المدن والمطارات وجميع المرافق الحيوية، وهذا يتطلب مراقبة دولية ".

وقال السيد ليون متحدثا من تونس انه ناقش بالفعل امكانية قوات حفظ السلام مع مسؤولين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وبلدان أخرى. وقال ان وجود المراقبين يفترض ان يكون مدعوما من قبل جميع الاطراف في ليبيا.

وقال رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي هذا الشهر إنه سوف يدرس مسألة إيفاد قوات حفظ سلام إلى ليبيا، المستعمرة الايطالية السابقة.
ليبيا قد علقت في ما وصفه السيد ليون وغيرهم على أنها حرب أهلية نتيجة التأليب بين ائتلافين فضفاضين من الميليشيات والجماعات المسلحة والفصائل السياسية والقبائل ضد بعضها البعض في معركة من أجل السيطرة على الموارد والأراضي والتوجهات الناتجة عن ثورة عام 2011 المدعومة من حلف شمال الاطلسي والتي أطاحت بمعمر القذافي الحاكم منذ فترة طويلة.

فجر ليبيا، وهو تجمع بقيادة الميليشيات المتجذرة في المدينة الثالثة مصراتة ومقاتلين اسلاميين، استولوا على العاصمة طرابلس، في شهر أغسطس، وأعلنوا عن حكومتهم الخاصة. وفي الوقت نفسه، مجلس النواب المنتخب والمعترف به دوليا، تحالف مع القوات الموالية للجنرال السابق المثير للجدل (خليفة حفتر)، ووضعت نفسها في مدينة طبرق بالشرق.

القتال في شرق البلاد والغرب والجنوب وخلفت مئات القتلى وأكثر 400,000 من النازحين. وقد انخفض إنتاج النفط من أعلى مستوى له من 1.4 مليون برميل يوميا في فترة ما بعد القذافي إلى أقل من300,000 برميل يوميا.

 الأسبوع الماضي اجتمع عدد من الشخصيات من ذوي الرتب المتدنية كممثلين للطرفين في جنيف للمرة الأولى في سلسلة من المحادثات الرامية لنزع فتيل الصراع وإنشاء حكومة انتقالية واحدة.

وبعد تردد أولي، وافق كلا من السيد حفتر وحلفاءه وكذلك ممثلين عن فجر ليبيا, وافقوا على إرسال مبعوثين لهم وحتى اعلنوا هدنة مؤقتة للمعركة والتي فعلا تمت في غالبها، وعلى الرغم من أن السلطات في طرابلس حذرت يوم الخميس انها ستعلق مشاركتها بسبب القتال في بنغازي.
"في هذه المرحلة الجهات الفاعلة الرئيسية - والأغلبية الكبيرة من أصحاب المصالح التي يمكنها ان تنتج اتفاق سياسي في ليبيا - هي الآن على السطح" قال السيد ليون. واضاف ان جولة جديدة من المحادثات قد تبدأ خلال أسبوع.

وقال ليون ان الروايات المتنافسة حول مسار ما بعد الثورة في ليبيا يكمن فيه جوهر الخلاف بين المعسكرين, فمع فجر ليبيا التي تصوير منافسيها على انهم (مكافحي الثوار) والذين يسعون إلى استعادة حكومة على غرار نظام القذافي والمعسكر المؤيد لطبرق يصور معارضيه بانهم متطرفون يحاولون إقامة دولة إسلامية.

"عقائديا وعرقيا، فإنه مجتمع متجانس بشكل جيد"، وقال ليون. واضاف "اعتقد بمجرد الجلوس معا، فإنه لا ينبغي أن يكون من الصعب التوصل إلى اتفاق لأن الخلافات ليست كبيرة."

لكنه اعترف بأن المتطرفين الاسلاميين المسلحين قد اكتسوا موطئ قدم لهم في البلاد، ويتوسعون من مدينة درنه بشرق ليبيا، حيث الجماعات الموالية للدولة الاسلامية بالعراق والشام، والمعروفة باسم داعش، والتي تبتثوا انفسهم في ضل غياب سلطة الدولة.

 "تقييمنا الشخصي هو أن الإرهاب أصبح مشكلة ما وراء الشرق"، قال. "انها تنمو في الغرب والآن في الجنوب، ومن الغرب فأنهم قد يذهبون إلى تونس والجزائر, لديهم جذور في الجنوب ومخيمات تدريب. . . وهناك أيضا بعض النشاط الإرهابي في طرابلس, الأرقام لا تزال غير مرتفعة، ولكن إذا لم يتمكن (الاطراف) من التوصل إلى اتفاق في وقت قريب، فان هذا الوضع يمكن ان يتغير ليس فقط من الناحية النوعية ولكن أيضا من الناحية الكمية وقريبا جدا جدا ".
وقال السيد ليون، الذي شغل منصب المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي إلى ليبيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط في أعقاب عام انتفاضة الربيع العربي 2011, قال ان الليبيين كانوا يقولون له أنهم خبراء في "الذهاب الى حافة الحافة" من دون الوقوع، ولكن لنعترف بأن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر في ضوء انخفاض أسعار النفط وتراجع الإنتاج للداعم المالي الرئيسي في البلاد.

 "من المستحيل أن نتصور أن هذه الفوضى سوف تستمر"، قال السيد ليون "اقتصاديا وماليا وأعتقد أن البلاد ليست ابدا على حافة الحافة. انها تهوى للاسفل."

التعليق
أنا لا أتفق مع الكثير مما صرّح به السيّد ليون. من خلال هذه التصريحات أنا أشتم رائحة التآمر على ليبيا، ويبدو بأن هناك مساعي لتثبيت الإخوان ومن يقف معهم على سدّة الحكم في ليبيا ولو كان ذلك على حساب القوى الوطنيّة. إن المساواة بين قوّات فجر ليبيا وبقية المليشيات من ناحية والجيش الليبي في شرق البلاد وبعض المناطق في غربها هو مدخل غير سليم ويجب الحذر منه. نحن نعرف بأن الأمم المتحدة إنّما هي تمثّل مصالح الدول الكبرى ولا يمكنها قطعاً إنصاف دول صغرى مثل ليبيا، ومن هنا فيتوجّب الحذر من مثل هكذا توجّهات. مشكلتنا في ليبيا أنّنا أنفسنا في وضعنا الداخلي صعباً ولو أبعدنا عنصر الإقتتال. مجلس النوّاب يعتبر منقسماً على نفسه ولا توجد به كتلة قويّة يمكنها تسيير الأمور بخطى واضحة، والحكومة هي بدورها تسير بأفكارها ومعتقداتها المستقلّة والتي لا تنسجم مع تفكير أعضاء مجلس النوّاب. في المقابل، نجد جهات أكثر إصراراً وتماسكاً في المناطق الغربيّة حيث يتسيّد الإخوان المشهد السياسي وحيث يتحكّم الإخوان في المليشيات المسلّحة وهم يملكون المال والسلاح ولهم نفوذهم الدولي الغير معلن وذلك بوقوف الولايات المتحدة وبريطانيا معهم وتلك هي منابع المشكلة في ليبيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق