Translate

السبت، 7 مارس 2015

ديكتاتورية تصون الوطن ولا ديموقراطيّة تدمّره


بعد ما رأيناه خلال السنوات الأربع الماضية من دمار وتخريب مبرمج وبحقد لم اتمكّن من فهم دوافعه أو مباعثه، وصلت إلى قناعة
مفادها أن الديموقراطية ليست كتاباً منزّلاّ من السماء، وبأنّها ليست بريئة كما كنت أظن مع أنّني لا ألوم الديموقراطيّة على كل ما أصابنا ولكن بإسمها إكتوينا وبإسمها تأذّينا وبإسمها ... كتبت علينا المذلّات والمهانات التي تجاوزت ما توفّر لدينا من طاقات إحتمال.

يا أيّها السادة والسيّدات أفيقوا لأنفسكم، فقد والله تجاوز السيل الزبي. ألسنا من يشهد على تدمير أوطاننا وتحقير أهلنا وإذلال أكرامنا وإهانة ديننا منذ عام 2011 المشئوم؟. ألم يحن الوقت بعد لأن نستفيق من خبلنا ومن أوهامنا؟.
أين هي سوريا اليوم، أين هو اليمن، أين هي العراق، أين هي الصومال، أين هي ليبيا؟. كيف أصبحت هذه البلاد بعد ثورات الخراب العربي التي فتحت علينا كل خزائن الحقد والكراهية وأخرجت لنا بشراً من الصعب نعتهم بالبشر، بل إن الشياطين لتستحي من أفعالهم.
ماذا سوف نحقق بإٍسم الديموقراطيّة في بلداننا بعد كل الذي ألمّ بنا تحت مظلّتها وخلف جلابيبها؟. ألم يكن الأولى بنا الرضاء بما
أصابنا تحت حكم أولئك "الطغاة" الذين تحوّلوا اليوم إلى أشباه ملائكة في وجود بدائل هي أقبح من الشياطين؟. ألم يكن معيننا هو هكذا؟. 
نحن بشر نحمل الضغائن في قلوبنا والخبائث في عقولنا والدسائس في كل أفعالنا، فلسنا ورب السماء جديرين بأكثر ما كان عندنا. فكرنا وثقافاتنا وطريقة معيشتنا وطبيعتنا البشرية "ربّما" لا تمكّننا من العبور إلى الأمام ولو لبضعة فراسخ، فنحن لا نقدر بأن نحكم أنفسنا ولا أن ندير شئون حياتنا. نحن برهنّا على أننا عاجزون عن السير في طريق الشعوب التي تستحق الحياة بكرامة... وتلك هي أكثر من شتيمة، غير أنّها عندنا أصبحت صفة أو علامة مميّزة.
لقد كانت لنا كلمة وكانت لنا بقايا كرامة أيّام حكم "الطغاة" فيما سبق 2011 المشئوم، لكنّنا اليوم فقدنا كل شئ. لقد أصبحنا أضحوكة
ومسخرة لغيرنا من كل شعوب العالم بما فيها الأفريقيّة المتخلّفة والأسيوية الفقيرة والأمريكية الجنوبية المهلوسة بفعل شيوع المخدّرات. لقد حوّلتنا "ثورات" العهر العربي إلى حثالة ونذالة وبقايا تجاوزت تصوّرات الكارهين لنا والحاقدين علينا. لقد سلبتنا ثوراتنا كل ما نملك وأخذت منا كل ما إدخرنا وتركتنا عراة حفاة مشرّدين في بلداننا أو متسوّلين على غيرنا.... لقد حوّلتنا ثورات "الربيع" العربي إلى مسخرة ومهزلة ومذلّة في عيون غيرنا من البشر، وما زلنا نمضي قدماً في الإنحدار إلى ما هو أعمق من الهاوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق