Translate

الأحد، 12 أبريل 2015

التكلّلّلّلّس

إستمعوا إلى هذا المتكلّس وهو يصب غضبه على المرأة وكأنّها هي سبب كل الفتن والمشاكل. الذي يفعل الفاحشة بالمرأة هو الرجل، والذي يعاكس المرأة هو الرجل، والذي يحمّل المرأة هو الرجل..... فلماذا نحن(الرجال) نصب غضبنا على المرأة ونحمّلها وزر مساوئ أعمالنا؟.

لو أن الرجل تعلّم كيف يتأدّب وكيف يحترم نغسه، ولو أنّ إيمانه بالله كان قويّاً، ولو أنّه يحمل ذرّة من الإرادة لما جرى وراء تلك المرأة التي ينعتها هذا الشيخ. لو أنّ ما نضيّعه من الوقت ونحن (الرجال) ننصحها كيف تلبس وكيف تتزيّن وكيف تتصرّف ومن يحق لها أن تخالط ومتى يحق لها السفر ومع من يحق لها أن تسافر، وهل تقدر أن تقود السيارة أم لا.... لو أن نصف هذا الوقت فقط إستخدم لتعليم الرجل كيف يتأدّب وكيف يلتزم بالخلق السليم، وكيف ينظر إلى المرأة على أنّها إنسانة قبل أن تكون متعة وغواية.... لو أنّنا فعلنا ذلك لما حدثت تلك المساوئ التي يتحدّث عنها هذا الشيخ الذي مازال يرى المرأة على أنّها هي سبب البلاء.

يا أيّها السادة إن العالم إنتقل إلى الأمام، وإنّ أختكم المرأة تحمل عقلاّ مثلكم يا أيّها الرجال، وهي تعرف كيف تقول "لا" بالنسبة لأولئك الذين يريدون أن يعاملوها وكأنّها خلقت لإمتاعهم فقط، وكأنّها "مبرمجة" لتقول "نعم" لأي رجل يخطب ودّها، وبأنّها لا تستطيع أن ترفض أو أن تقول لا.
المرأة يا سادتي هي إنسانة، وبوسعها أن تفكّر لنفسها وأن تقرّر لنفسها فهل تعاملتم معها بما يتناسب مع إمكانياتها الذهنيّة والعقليّة.... وقدراتها الإراديّة التي تتفوّق على الرجل في الكثير من المواضع؟.
وختاماً... بكل تأكيد الإحتشام مطلوب كما هو التأدّب مطلوب، ولكن يجب ألّا نلوم المرأة على أخطاء الرجل. جميع إحصائيّات العالم تشير إلى أن المسئول الأكبر عن العنف والجريمة وعمليّات الإغتصاب وحوادث السيّارات هو الرجل وليس المرأة، وبأنّ من يقتل الآن في ليبيا ومن يقطع الرؤوس ومن يذبح البشر هم من الرجال، وأنا أتحدّى أن تأتوني بإمرأة واحدة فعلت مثل هذه الأعمال الدنيئة؟. أيّها المغفّلون يا من تتحاملوا على المرأة إقرأوا قليلاً عن وظائف أجسامكم وهرموناتكم لتعرفوا أن هرمونات الذكورة هي المسئولة عن التحرّش الجنسي وكل توابعها من تصرّفات وممارسات لا أخلاقيّة. النساء يا سادتي لسن مسؤلات عن فساد الأخلاق، بل من يفعل ذلك هم الرجال، وتأكّدوا بأن وراء كل إمراءة فاسدة رجلاً فاسداً سواء كان أبوها أو أخوها أو زوجها أو إبنها. 
من هنا، فعلينا بأن نكون منصفين لنصف مجتمعنا إن نحن بالفعل وبصدق وبإخلاص أردنا أن نبني دولة متحضّرة ومتمدّنة... وعصريّة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق