Translate

الجمعة، 15 ديسمبر 2017

آخر أخبار الشياطين

 
تقول وكالات الأنباء بأنّ أغلب الشياطين قرّروا الهروب من المنطقة العربيّة ولو كان ذلك على ظهور قوارب الموت بعد أن تم تدمير أغلب دورات المياه والمراحيض والحمّامات بسبب سيطرة الجماعات المسلّحة وتنظيم داعش وبقيّة الجماعات الإسلاميّة المتشدّدة على المنطقة.
فقد تبيّن لكل منظّمات حقوق الشياطين العالميّة بأن الشياطين في بلادنا العربية والإسلاميّة أصبحت مضطهدة ولم يعد هناك من يحفل بها بعد ظهور طفرات جديدة من الشياطين البشريّة تتفوّق في أعمالها الشيطانيّة على أذكى الشياطين في المتجع الشيطاني في منطقتنا، ومن هنا قررّت شياطين المنطقة العربيّة بأن الحياة هنا تحوّلت إلى جحيم لا يطاق، وبأن كل آماكن تجمّعها في دورات المياه والمراحيض والحمّامات والمسارح والمقاهي والنوادي الليليّة، وكذلك المطاعم التي يرتادها الرجال والنساء... أن كل هذه التسهيلات كان قد تم تدميرها عن بكرة أبيها ولم يعد للشياطين من ملجأ يلتجئون إليه، وبذلك وحرصاً على إستمرار حياة أجيالهم القادمة وحتى يوم الحساب وفق الوعد الذي تحصّلوا عليه من الرب بحريّة العمل والحركة إلى يوم القيامة.. بذلك لم يبق أمام جماعات الشياطين في المنطقة العربيّة من وسيلة غير سبر عباب الموت وتحمّل المخاطر عن طريق إستخدام القوارب المطّاطية لعبور المتوسّط إلى شواطئ أوروبا الجنوبيّة بحثاً عن السلامة والأمان.
من المعروف بأن الشياطين في منطقتنا كانوا دوماً مضطهدين ومحرومين من أبسط حقوق المواطنة، حيث أنّهم في الزمن القديم لم يجدوا أماكن يعيشون في داخلها تحميهم وطأة البرد وحرّ شمس الصيف نظراً لآنّ العرب في الزمن القديم كانوا لا يحفلون ببناء الحمّامات والمراحيض فهم كانوا يفضّلون التبرّز والتبوّل في الخلاء الشاسع، وكانوا يستحمّون في الهواء الطلق ولم يكن للعرب مراحيض أو حمّامات أو آماكن سباحة مسقوفة يستطيع معشر الشياطين العيش فيها، فهي بحسب رأي الفقهاء والشيوخ تعتبر المساكن الطبيعية التي يعشقها معشر الشياطين.
بعد الإستقلال وبداية عصر النهضة في البلاد العربيّة والكثير من البلاد الإسلامية إتجه تفكير الساسة ورجال الأعمال إلى بناء مساكن عصرية بحمّامات فاخرة ودورات مياه كبيرة، وكذلك الكثير من برك السباحة المسقوفة ممّا وفّر لشياطين المنطقة بيئة مناسبة للعيش والتكاثر. كذلك فإن عصر النهضة العربيّة في فترة ما بعد الإستقلال كان قد أفرد الكثير من الإهتمام بوسائل الترفيه من سينما ومسارح وملاهي ليليّة وجدتها الشياطين أماكن إضافية لتعيش وتجتمع فيها متى طاب لها. كذلك فإن فترة ما بعد الإستقلال في المنطقة العربية كانت قد إهتمّت بجميع مراحل التعليم وخاصّة التعليم الجامعي والذي كان بطبيعة الحال مختلطاً مما أوجد للشياطين بيئة مريحة للنشاط فيها والعمل من خلالها.

كذلك فقد شهد عصر النهضة العربية في فترة ما بعد الإستقلال نشاطات كبيرة في مجال القصة والرواية والأغنية والرقص الشعبي والحديث، وكان الكثير من الكتّاب العرب قد ألّفوا قصصاً في الحب والغرام، وألّف الشعراء قصائد في الغزل والتغنّي بالمرأة، وأبدع الموسيقيّون وأهل الطرب في الغناء الجميل الرائع والذي بكل تأكيد كان أغلبه في الحب والغرام وكل تلك الأجواء الرومانسيّة عشقها مجتمع الشياطين ووجدوها متنفّساً لهم يلتقون فيها بدون مضايقات وبدون رقابة من أحد، ممّا سهّل عليهم القيام بأعمالهم كما يجب وبكل إتقان.
في فترة السبعينات وما تلاها شهدت المنطقة العربيّة بروز التيّار الديني وسيطرته على المنطقة بكاملها، لكن ذلك لم يغيّر في البنية التحتية التي تعشقها الشياطين فكثر عددها وشعرت بالإطمئنان حتى أن أغلب عقلاء الشياطين بدأوا يتمنّون بقاء التيّار الديني في الحكم وتمنّوا المزيد من سيطرة المتشدّدين في الدين والمغالين فيه، فالشياطين تحب تطرّف البشر وتسعد بكثرة المتطرّفين لأنّهم سوف يلتهون ببعضهم ويتركوا الشياطين على حريّتهم.
المتطرّفون في الدين أيضاً وخاصّة الوهابيّون منهم - كما يعرف الشياطين - هم من الظاهريين.. بمعنى أنّهم لا يحفلون إطلاقاً بما يحدث تحت الحجاب والنقاب والهرك الواسعة والجلابيب الطويلة، فطالما أن ما يحدث يبقى في الخفاء والكتمان فلا يضير ذلك شيوخ الدين ولا يحفلون به لأنّ شيوخ الدين - كما يعرف الشياطين - يرغبون في أن يتم السكوت على الرذيلة حينما تقترف حتى لا يعرف عنها أحد من باب "إن أبتليتم فأستتروا". وجد مجتمع الشياطين في المنطقة العربية ملاجئ هادئة وكثيرة وراء التخفّي، وبذلك إنتشروا بين الشباب بشكل كبير جدّاً وراجت تجارتهم خاصّة في الجامعات وفي المكاتب الحكومية وفي الكثير من الخلوات الدينيّة التي تمارس فيها أشياء كثيرة... وكثيرة جداً من بينها اللواط وبقية المنكرات التي تتم في الخفاء وبعيداً عن أعين الناس ولا يحفل بإنتشارها أحد طالما أنّها تنفّس من الكبت وتشبع الحاجة وتخفّف الإحتقانات.
مع بدايات العقد الماضي، إجتاحت المنطقة العربية جماعات مسلّحة ومتدرّبة كان تدريبها وعتادها ومقدرتها على الفعل يتفوّق على أقدر الشياطين وأمهرهم في نفس المهام. كذلك فإن كل الآماكن التي كانت آمنة للشياطين تم تدميرها أو العبث بها فلم يبقى للشياطين من بد غير الهجرة إلى اوروبّا عبر المتوسّط ولو كان ذلك عن طريق إستخدام قوارب الموت.
الكثير من الشياطين في واقع الأمر إستبشرت بشكل كبير بعد حصولها على اللجوء السياسي في دول أوروبا الراقية والمتطوّرة نتيجة للكبت الذي تعاني منه الشياطين في المنطقة العربيّة والإسلامية، وبذلك فقد إكتشف الشياطين ولآوّل مرة منذ نشأتهم بأن مراحيض وحمّامات أوروبا هي نظيفة وواسعة ومنتشرة في كل بيت وفي كل شارع وفي جميع المصالح الحكومية والمدارس والجامعات، وعلى أن الكثير منها كان مختلطاً بين الرجال والنساء مما أسعد الشياطين وأشعرهم بإرتياح لم يسبق له مثيلاً في تاريخهم.
وفي النهاية يجب التذكير بأن بعض الشياطين الغلابة ممّن لم يتمكّنوا من الهجرة من المنطقة العربية مازالوا يعانون من ضنك العيش وغياب المرافق الحيوية التي تأويهم، وأصبح الكثير منهم يفكّر الآن في الإنتقال الجدّي للعيش في المساجد وآماكن العبادة خاصّة بعد موجة التفجيرات الأخيرة في العراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا وتونس والصومال وأفغانستان باكستان وفي السعودية نفسها. بدأ الشياطين الفقراء وقليلي الحيلة الذين لم يتمكّنوا من الهجرة إلى أوروبا... وجد هؤلاء بأن المساجد هي ربّما تعتبر الآن الملاذ المتبقّي أمامهم للعيش فيها والقيام بأعمالهم كما يجب طالما وفّرت لهم داعش وجبهات النصرة وأنصار الشريعة وبوكو حرام وغيرها من الجماعات الدينية المحترفة... طالما وفّرت لهم هذه الجماعات الدينيّة الوسط الملائم للعمل والشعور بالآمان. قال أحد الشياطين الغلابة: ورب ضارّة نافعة، فقد وجد الفقراء والمعوزين منّا مآوي تأويهم برغم كل شئ، وربنا يديم سيطرة داعش ورفيقاتها على كل شئ في بلاد العرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق