Translate

الاثنين، 25 ديسمبر 2017

هل سوف يشهد العالم الإسلامي حركة بروتوستانتية (إعتراضيّة) ؟

كلّما إرتفع الضغط تولّد الإنفجار، وفرض الأمور بالقوّة يخلق معترضين أقوياء 
 
العلمانيّة ظهرت كحركة بروتستانيّة (معترضة) في القرن الخامس عشر وإستمرت تتناطح مع تجّار الدين الأرثوذيكس لأكثر من 200 سنة تمكّنت في النهاية الحركة من فرض إرادتها على كهنوت الكنيسة نظراً للتأييد الشعبي وخاصّة من جيل الشباب حينها للتخلّص من سيطرة رجال الدين الذين كانوا يكفّرون كل من يتحدّث عن العلم الحياتي (غير علوم الكهنوت)، وبالفعل فقد حرقوا الكثير من العلماء والمجدّدين من أمثال جيرانو برونو وجاليلّو وكوبرنيكوس وغيرهم الكثير لأنّهم جاءوا بنظريّات لم تعترف بها الكنيسة وقتها، وفي هذا الكثير من الشبه بين رجال ديننا اليوم ومواقفهم من العلم والعلماء (علماء الحياة). أليسوا هم من يعتبر الديموقراطيّة حرام، وحريّة المرأة كفر، والسماح للمرأة بقيادة السيارة فتنة؟. 
نعم.. نحن مقبلون لا محالة على حركة تصحيحيّة مماثلة لحركة البروتستانت، وقد لا يطول إنتظارها وخاصّة بعد تغوّل التفكير السلفي الوهابي المتشدّد والذي كان مختبئاً في الكهوف بعيداً عن الأنظار في عهد الرئيس جمال عبد الناصر حيث كانت القوميّة هي التفكير السائد بين كل العرب، وحيث تم القضاء على تنظيم الإخوان الذي يعتبر الوجه الوديع للفكر الوهابي السلفي المتوحّش. 
حينما غاب عبد الناصر خرج الفكر الوهابي من مخابئه ووجد ضالّته في ذلك الفراغ الكبير الذي تركه الزعيم عبد الناصر، ووجد أيضاً الدعم المالي السخي من السعوديّة موطن هذا المذهب المنبوذ عبر العصور ومنذ تأسيسه. حيث يعتقد بأن السلفية ما هي إلا إمتداد لمدرسة أهل الحديث والأثر الذين برزوا في القرن الثالث الهجري في مواجهة المعتزلة في العصر العباسي تحت قيادة أحمد بن حنبل أحد أئمة السنة الأربعة، فكان المعتزلة يتخذون مناهج عقلية في قراءة النصوص وتأويلها واستمدّوا أصولهم المنطقية من الحضارة الإغريقية عن طريق الترجمة والتعامل المباشر، ورأى أهل الحديث في هذه المناهج العقلية خطراً يهدد صفاء الإسلام ونقاءه وينذر بتفكّك الأمة وإنهيارها حسب تفكير المنشقّين عن المذهب الحنبلي المتشدّد أصلاً، وهم من أسّسس المذهب السلفي. التفكير السلفي واجه الكثير من الإعتراض من عموم المسلمين وتم تغييبه مرّتين لمئات من السنين، لكنّه في النهاية أعيدت له الحياة على يد الشيخ محمّد بن عبد الوهّاب في السعوديّة عام 1735م. 
يرجى مشاهدة هذا الفيديو: http://www.youtube.com/watch?v=NDxgkmmRdaU

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق