Translate

الاثنين، 30 أبريل 2018

وزير إسلامي للداخليّة البريطانيّة لكنّه سوف لن يدير وزارته بالشريعة الإسلاميّة

بعد عميد بلديّة لندن الإسلامي صادق خان يطل علينا هذا اليوم إسلامي آخر هو ساجد جافيد ولكن في مرتبة أعلى... بل ربّما أعلى مرتبة وزارية في بريطانيا وهي وزارة الداخليّة.
السيّد ساجد جافيد إسلامي بريطاني من أصول باكستانية كان والده سائق حافلة وهو ينحدر من أسرة متعسّرة الحال، لكن السيّد ساجد لم يعترف بالفقر ولم يخجل من فقر أسرته بل إنّه جد وإجتهد حتى تخرّج من جامعة إكسيتر بشهادة في االإقتصاد والعلوم السياسيّة. شغل السيّد جافيد الكثير من الوظائف المرموقة كان ربّما آخرها مديراً لمصرف دوتشي وهو من كبرى المصارف في بريطانيا. كذلك فإن السيّد ساجد جافيد كان قد إلتحق بحزب المحافظين منذ شبابه وتم تعيينه في عدة وزارات من بينها وزيراً للإقتصاد، وزيراً للثقافة، ووزيراً للأعمال.
الأهم من كل ذلك أن تعيين السيّد ساجد جافيد كان على حساب سابقته الإنجليزيّة المخضرمة ذات الشخصيّة القويّة والتحالفات الأقوى السيّده أمبر أوغسطه رد والتي فقدت منصبها له بسبب بعض الأخطاء كانت إرتكبتها في موضوع التعامل مع المهاجرين القدامى من أمريكا اللاتينيّة في فترة الخمسينات.
السيّد ساجد جافيد سوف يدير وزارته بكل كفاءة معتمداً على قدراته المهنية والذهنيّة وبكل تأكيد سوف لن يسيّر الوزارة بالشريعة الإسلاميّة مثله في ذلك مثل زميله الإسلامي صادق خان الذي إستطاع أن يثبت في موقعه رغم كثرة المصاعب التي واجهها في العاصمة بسبب كثرة الشغب والأعمال التخريبيّة خلال العام المنصرم.
الرسالة التي وددت نقلها من خلال هذه المقدّمة مفادها أن الدين هو للعبادة، أمّا إدارة الحكم فهي تترك لقوانين الحياة التي إبتكرها الإنسان وعمل على تنقيحها وغربلتها وتطويرها حتى تتناسب مع التحدّيات الحياتية وهي مشاغل إنسانيّة لا علاقة مباشرة للدين بها.
أعتقد بأن هذا هو المثال الجيّد للعلمانيّة التي إحترمت التديّن ولم تقف بين المسلم وشغله لأكبر الوظائف في الدولة العلمانيّة العصريّة والحديثة والراقية في كل مناحي الحياة.
تحيّة تقدير وإحترام للسيّد ساجد جافيد وأتمنى من الله بأن يوفّقه ليقوم بالمهام المناطة به وهي كبيرة وهامّة وحسّاسة جداً حتى يبرهن للعالم بأن المسلم هو إداري ناجح ومسئول مثابر مثله في ذلك مثل بقية البشر، وبأن الإسلام ليس دين العنف والقتل والذبح وإنّما هو دين التسامح والمحبّة والمهنيّة، وهو دين بمقدور المنتمين إليه مواكبة العصر والريادة فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق